حب الظهور يقسم الظهور "نصيحة لكل من أعجبته نفسه"
عالج نيتك
اعلم أن الإخلاص شديد ومعالجة النية تحتاج لجهاد طويل.
قيل لسهل التستري:أى شيء أشد على النفس؟ قال: (الإخلاص إذ ليس لها فيه نصيب).
يقول سفيان الثوري –رحمه الله- : (ما عالجت شيئا أشد علي من نيتي).
]فالنفس تحب الظهور والمدح والرياء وتميل إلى البطالة والكسل وزينت لها الشهوات ولذلك قيل تخليص النيات على العمال أشد عليهم من جمع الأعمال. وقال بعضهم: (إخلاص ساعة نجاة الأبد، ولكن الإخلاص عزيز).
فجاهد نفسك في إخلاص النية وكن بين خوف ورجاء وحسن ظن بالله وسوء ظن بنفسك وأبشر فإن العلم سبب لصلاح النية. يقول الدارقطني: (طلبنا العلم لغير الله فأبى أن يكون إلا لله).
قال تعالى: (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين). فينبغي لطالب العلم ألا يفتر عن محاسبة نفسه ومراجعة نيته.
ما هذه صفات المخلصين
كان الحسن البصري كثيرا ما يعاتب نفسه ويوبخها فيقول: (تتكلمين بكلام الصالحين وتفعلين فعل الفاسقين المنافقين المرائين والله ما هذه صفات المخلصين).
قال الذهبي –رحمه الله-: (ينبغي للعالم أن يتكلم بنية وحسن قصد. فإن أعجبه كلامه فليصمت وإن أعجبه الصمت فلينطق، ولا يفتر عن محاسبة نفسه فإنها تحب الظهور والثناء).
من سمّع سمّع الله به
قال النبى صلى الله عليه وسلم قال تعالى في الحديث القدسي:
(أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه).
وقال –صلى الله عليه وسلم-: (أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر، فسئل عنه فقال: الرياء).
وقال: (من طلب العلم ليباهي به العلماء، ويماري به السفهاء وليصرف وجوه الناس إليه فهو في النار).-صحيح الجامع-.
وفي الصحيح (أول من تسعر بهم النار ثلاثة..-ذكر منهم- رجل تعلم العلم ليقال عالم وقرأ القرآن ليقال قاريء).
احذر من رد عملك عليك
قال تعالى: (والذين يؤتون ما أتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون) قالت عائشة: يا رسول الله، أولئك الذين يزنون ويسرقون؟ قال: (لا، يا ابنة الصديق، أولئك الذين يصومون ويصلون ويخافون ألا يتقبل الله منهم) – رواه الترمذي وصححه الألباني - .
(حب الظهور يقسم الظهور).
يقول أحد الصالحين: (آخر الأشياء نزولا من قلوب الصالحين حب السلطة والتصدر).
وحب الجاه والشهرة يفسد الدين، قال –صلى الله عليه وسلم-: (ما ذئبان جائعان أرسلا في زريبة غنم بأفسد لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه).
السلف أبعد الناس عن حب الشهرة
قال بشر بن الحارث: (ما اتقى الله من أحب الشهرة).
وقال أحمد بن حنبل لما بلغه مدح الناس:
(يا أبا بكر –تلميذه- إذا عرف الرجل نفسه فما ينفعه كلام الناس).
نسأل الله العافية.