قصة اﻻرمله والمسلم والمجوسي * ...
#روي أنه كان هناك رجل قد نزل في بلاد العجم ، وله زوجة و له منها بنات ، و كانوا في نعمة و سعة ، فمات الزوج ، و أصاب
المرأة و بناتها بعده الفقر و القلة .
فخرجت ببناتها إلى بلدة أخرى خوف شماتة الأعداء و اتفق خروجها في شدة البرد، فلما دخلت ذلك البلد، أدخلت بناتها في بعض
المساجد المهجورة و مضت تبحث لهم عن القوت، فمرت بجمعين ؛ جمع على رجل مسلم و هو شيخ البلد و جمع على رجل
مجوسي وهو ضامن البلد، فبدأت بالمسلم و شرحت له حالها .
وقالت :أنا امرأة مسلمة و معي بنات أيتاما أدخلتهم بعض المساجد المهجورة، و أريد الليله قوتهم فقال لها :أقيمي عندي البينة
أنك مسلمة شريفة. فقالت : أنا امرأة غريبة وما في البلد من يعرفني !!! فأعرض عنها . فمضت من عنده منكسرة القلب، فجاءت
إلى ذلك الرجل المجوسي فشرحت له حالها، و أخبرته أن معها بنات أيتام ، و هي امرأة شريفة غريبة، و قصت عليه ما جرى
لها مع الشيخ المسلم ، فقام وأرسل بعض نسائه، و أتوا بها و بناتها إلى داره فأطعمهن أطيب الطعام و باتوا عنده في نعمة
و كرامة...
قال : فلما انتصف الليل رأى ذلك الشيخ المسلم في منامه كأن القيامة قد قامت ، و قد عقد اللواء على رأس النبي صلى
الله عليه واله و سلم و إذا القصر من الزمرد الأخضر شرفاته من اللؤلؤ و المرجان وفيه قباب الياقوت ،
فقال : يا رسول الله ! لمن هذا
القصر ؟؟
قال : لرجل مسلم موحد .
فقال : يا رسول الله ! أنا رجل مسلم موحد!!!
فقال رسول الله :لما قصدتك المرأة المسلمة قلت أقيمي عندي البينة أنك مسلمة شريفة فكذا أنت أقم عندي البينة أنك مسلم؟؟؟؟
فانتبه الرجل حزينا على رده المرأة خائبة، ثم جعل يطوف بالبلد يسأل عنها، حتى دل عليها أنها عند المجوسي، فأرسل إليه فأتاه
فقال له : أريد منك المرأة المسلمة الشريفة و بناتها .
فقال : ما إلى هذا من سبيل و قد لحقني من بركاتهم ما لحقني .
قال : خذ مني ألف دينار و سلمهن إلي .
فقال المجوسي: لا أفعل . إن الذي تريده أنت ، أنا أحق به، و القصر الذي رأيته في منامك
خُلق لي ووالله ما نمت البارحة أنا و أهل بيتي حتى أسلمنا على يد هذه المرأة المسلمة ،
ورأيت مثل الذي رأيت في منامك و قال
لي رسول الله :المرأة و بناتها عندك ؟؟؟
قلت نعم يا رسول الله .
قال القصر لك و لأهل دارك ، و أنت و أهل دارك من أهل الجنة