رمضان شهر التربية :
روى عن عيسى عليه السلام أنه قال:
"إن الذى يقدر على نفسه أعظم من الذى يفتح مدينة وحده"
فالصوم أعظم مجال لتقرير الإرادة الحازمة واستعلاء على ضرورات الجسد إيثارا لما عند الله
إذا المرء لم يترك طعاما يحبه *** ولم ينه قلبا غاويا حيث يمما .
فيوشك أن تلقى له من الدهر سبة *** إذا ذكرت أمثالها تملأ الفما.
أنعم بعبادة جعلها الله حصنا لأوليائه وُجنّة لعباده
وفتح لهم بها أبواب الجنة
وعرفهم أن وسيلة الشيطان على قلوبهم الشهوات المستكنّة
وأنه بقمعها تصبح النفس طاهرة مطمئنة
ناهيك بعبادة يباهى الله بها وملائكته والله غنىّ كريم
فكم من ملك كريم ما ذاق طعاما ولا شرابا ليس له مرتبة
"ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك"
رحم الله أقواما رمضانهم دائم وعلى الطرف الآخر
أحواله ..شهور السنة!!
أقوام من الخلوف أحواله تشبه شهور السنة
مالُهُ.. فى باب الإيثار.. المحرم!
وقلبه.. من الذكر .. َصفر!
وهواه وشهواته.. ربيعان!
وكفّاه فى البذل... جماديان!
وسمعه فى المواعظ ..رَجب!
وهمّه فى شبابه ..شَعبان!
ليس الصوم صوم الجماعة الطغام عن الجماع والطعام..
إنما الصوم صوم الجوارح عن الآثام
وصمت اللسان عن فضول الكلام
وغض العين عن النظر إلى الحرام
وكف الكفّ عن أخذ الحطام
ومنع الأقدام عن قبيح الإقدام.
إن المطلوب من الصوم التقلل ليسبق المضمر
وهم يستوفون وقت الإفطار
ويجعلون السحور علاوة فيقف جمل التعبد!!
إنى امرؤ صائم
الصوم يصنع الإنسان صناعة جديدة تخرجه من القالب الأرضىّ بشهواته ودونيته ليسمو بروحه وأخلاقه كما قال النبى صلى الله عليه وسلم :
"إذا كان صوم يوم أحدكم فلا يرفث ولا يفسق ،
فإن سابّه أحد أو قاتله ليقل إنى امرؤ صائم."
إذا لم يكن فى السمع منى تصاون *** وفى بصرى غض وفى منطقى صمتُ .
فحظى إذا من صيامى الجوع والظما *** فإن قلت إنى صمت يومى فما صمتُ.