عن خالد بن الوليد
ففي فتوح الشام (2 / 106)
أنه وجد راهب كبير السن وكان اسمه فباحًا وكان تلميذًا لبحيرا راهب بصرى وكان مؤمنًا بالله وبأنبيائه .
فقال له خالد : يا راهب كيف ترى الدنيا .
قال : تنحف البدن وتجدد الأمل وتقرب المنية وتقطع الأمنية .
قال : فما حال أهلها .
قال : من نال منها شيئًا نفضته ومن فاته منها شيء حسرته .
قال : فما خير الأصحاب فيها .
قال : العمل الصالح والتقي .
قال : فما شر الأصحاب فيها .
قال : اتباع النفس والهوى .
قال خالد : صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال ( الحكمة ضالة المؤمن يأخذها حيث وجدها ) .
الشاهد أن : الحكمة ضالة المؤمن ولم يتكبر سيف الله المسلول عن الأخذ من كافر ،،
ولقد أرشد ( إبليس ) المسلمين إلى أعظم آية في كتاب الله ( آية الكرسي ) وفضل قراءتها قبل النوم .
الذي أريد أن أضيفه على النقل الموفق الذي جاء به العزيز أبا بثينة :
أن أكثرنا يقرأ بعيون الناقد لغيره !
لا المستفيد لنفسه ولمعالجة ذاته وتقويم حاله ،،
وأنا أقرأ النقل يتقافز بذهني حال الكثير ممن ينطبق عليهم ما جاء ذكره : ثم توقف وقلت / وما شأني بغيري ؟ ربما يكون كل ما قيل ينطبق علي !
نحن بحاجة لنقد الذات أولاً و أن نسلط الكشاف على أنفسنا قبل غيرنا ..
ورحم الله أحدهم حين قال : لست راض عن نفسي حتى أتفرغ لعيوب غيري !
ورضي الله عن إبن الخطاب حيث قال : شغلتني عيوبي عن عيوب الناس ،،
وعندما أنتهي من عيوب نفسي أنظر في عيوب غيري .