وأنا أيضاً !! ـ الاختبارات
نحن في حمى الاختبارات هذه الأيام، وقد بلغت القلوب الحناجر لدى بعض الطلاب، وغاصت في أكوام اللامبالاة وعدم الإدراك لدى البعض الآخر!!
وللجميع – تخفيفاً للضغوط- أهدي هذه الحكاية المعبّرة، فقد روي أن طالباً من الطلاب رسب في أحد الامتحانات، وحيث أن والدته الغالية ترى أن ابنها هو الذي لم ولن تلد الأمهات مثله حنكة وذكاءً ودهاءً، فقد أعلنت الاستنفار وفرضت حالة الطوارئ في البيت، فلا أسواق ولا قنوات ولا جلسات ضحى حتى تتضح الحقائق، وينجلي الغبار ثم تعلم أفرس تحتك أم حمار، وتم تكوين لجنة مستعجلة لتقصي الحقائق والوقوف على الظلم والتعدي، وتم تعيين الأب هذه المرة رئيساً للجنة وليس السائق، فالأمر خطير وهو يحتاج إلى واحد سعودي، وبالفعل تم استدعاء الأب من الاستراحة على عجل رغم توسلاته بأنه لا يستطيع، وأن السائق يكفي، وأنه لا يعرف مكان مدرسة ابنه ولا صفه، وما ان أصبح الصباح وسكتت الأم عن التوجيه والصياح، حتى كان الأب أمام المعلم يسمع ما حفظه من المشرفة على لجنة تقصي الحقائق، التي بينت له أن هذا المعلم لا هم له إلا ترسيب ابنها، والوقوف أمام طموحاته النبيلة، وما ان انتهى حتى قال له المعلم: ولكن ابنك غش الاختبار من زميله، وأنت تعلم أن الغش حرام، وأنه دمار لمستقبل ابنك ومجتمعك، فالأمم لا ترقى بسواعد الغشاشين!!
هنا رد الأب : وكيف عرفت؟!!
قال المعلم: الأمر واضح!! انظر إلى ورقته وورقة زميله وأنت تعرف، فإجابة ابنك للسؤال الأول هي نفس إجابة زميله!!
قال الأب: وماذا يعني ؟!! ألم تسمع بتوارد الخواطر ؟!!
قال المعلم: قد يكون !! ولكن انظر إلى السؤال الثاني انه نسخة طبق الأصل من حل زميله حتى في التعديلات!!
قال الأب: سبحان الله!! وهل في هذا دليل ؟!
قال المعلم: أبداً ليس فيه دليل!! ولكن انظر – وفقك الله- إلى السؤال الثالث لقد كتب زميل ابنك ( لا أعرف الإجابة)، فماذا فعل ابنكم الألمعي؟!! لقد كتب :
( وأنا أيضاً لا أعرف الإجاب