رُبَّ ضارةِ نافعةٌ
رُبَّ ضارةِ نافعةٌ
عائض بن عبد الله القرني
يقولُ وليم جايمس: عاهاتُنا تساعدُنا إلى حدٍّ غَيْرِ متوقَّعٍ، ولو لمْ يعشْ دوستيوفسكي وتولستوي حياةً أليمةً لما استطاعا أنْ يكتبا رواياتِهما الخالدةَ، فاليُتمُ، والعمى، والغربةُ، والفقرُ، قد تكونُ أسباباً للنبوغِ والانجازِ، والتقدمِ والعطاءِ.
قد ينُعمُ اللهُ بالبلوى وإنْ عظمتْ *** ويبتلي اللهُ بعض القومِ بالنعمِ
إنَّ الأبناء والثراءَ، قد يكونون سبباً في الشقاءِ: {فَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}{التوبة:55}.
ألَّف ابنُ الأثيرِ كُتبهُ الرائعة، كـ: "جامعِ الأصولِ"، و"النهايةِ"، بسببِ أنهُ مُقْعَدٌ.
ألَّف السرخسي كتابه الشهير "المبسوط" خمسة عشر مجلَّداً؛ لأنهُ محبوسٌ في الجُبِّ!
كتب ابنُ القيم "زاد المعاد" وهو مسافرٌ!
شرح القرطبيُّ "صحيح مسلم" وهو على ظهرِ السفينةِ!
وجُلُّ فتاوى ابنِ تيمية كتبها وهو محبوسٌ!
وجمع المحدِّثون مئاتِ الآلافِ من الأحاديثِ لأنهمْ فقراءُ غرباءُ.
وأخبرني أحدُ الصالحين أنه سُجن فحفظ في سجنِهِ القرآن كلَّه، وقرأ أربعين مجلَّداً!
أملى أبو العلاء المعري دواوينه وكُتُبه وهو أعمى!
عمي طه حسين فكتب مذكّراته ومصنَّفاتِه!
وكم من لامعٍ عُزِل من منصبِه، فقدَّم للأمةِ العلم والرأي أضفاف ما قدَّم مع المنصبِ.
يقولُ فرانسيسُ بايكون: قليلٌ من الفلسفةِ يجعلُ الإنسان يميلُ إلى الإلحادِ، لكنَّ التعمُّق في الفلسفةِ يقرِّب عقل الإنسان من الدِّينِ.
{وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ}.{العنكبوت:43}.
{إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء}. {فاطر:28}.
{وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ}.{الروم:56}.
{قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ أَن تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُم مِّن جِنَّةٍ}.{سبإ:46}.
يقولُ الدكتورُ أ.أ. بريل: إنّ أيَّ مؤمنٍ حقيقي لنْ يُصاب بمرضٍ نفسيٍّ.
{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً}.{مريم:96}.
{مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً}.{النحل:97}.
{وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}.{الحج:54}.
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
اللهم اغفر لي وللمؤمنين والمؤمنات وللمسلمين والمسلمات الأحياء والأموات